ميزة خفية في واتساب تثير الجدل: هل يمكن قراءة رسائلك دون علمك؟

ميزة جديدة في واتساب تثير الجدل: هل يمكن قراءة الرسائل دون علم المرسل؟ تعرف على التفاصيل والمخاوف المتعلقة بالخصوصية بعد إدخال الذكاء الاصطناعي

أثار تطبيق واتساب، أحد أشهر تطبيقات التراسل الفوري في العالم، حالة كبيرة من الجدل والقلق في أوساط مستخدميه، بعد تداول تقارير وتسريبات تشير إلى وجود خاصية جديدة قد تتيح قراءة الرسائل الخاصة دون تنبيه الطرف الآخر أو ظهور مؤشر القراءة التقليدي. هذه المعلومة التي انتشرت كالنار في الهشيم أثارت حفيظة كثير من المستخدمين، الذين عبّروا عن غضبهم وتساؤلاتهم بشأن الخصوصية، خصوصاً في ظل التوسع المتزايد في إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي داخل المنصة.

ميزة خفية في واتساب تثير الجدل: هل يمكن قراءة رسائلك دون علمك؟

حقيقة ميزة قراءة الرسائل سراً: ما الذي يحدث فعلياً؟

تشير المعلومات المتداولة إلى أن واتساب – المملوك لشركة ميتا (فيسبوك سابقاً) – قد يكون في طور اختبار أو إدخال ميزة تتيح للمستخدمين قراءة الرسائل دون إرسال إشعار القراءة للطرف الآخر، وهي خاصية طالما رغب فيها البعض تحت مسمى "وضع التخفي"، بينما يراها آخرون تهديداً واضحاً للشفافية في المحادثات.

وفيما لم تؤكد الشركة هذه الميزة رسميًا، إلا أن التسريبات والتقارير التقنية أوحت بأن هذه الخاصية قد تكون جزءًا من التوسع في خدمات الذكاء الاصطناعي المتوفرة داخل التطبيق. وبهذا، تفتح هذه الخطوة المحتملة الباب واسعًا أمام أسئلة تتعلق بالأمان، الخصوصية، وحدود استخدام التكنولوجيا في التطبيقات الاجتماعية.

إدماج الذكاء الاصطناعي في واتساب: خطوة إلى الأمام أم تهديد للمستخدمين؟

في الأشهر الأخيرة، بدأت شركة ميتا بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي داخل تطبيقاتها، بما في ذلك واتساب، في محاولة لتقديم تجربة محادثة أكثر تطوراً وتفاعلاً. هذا التوجه شبيه بما قامت به شركات أخرى مثل OpenAI عبر ChatGPT، حيث يعتمد النظام على التعلم من بيانات المستخدمين لتقديم ردود ذكية وتوصيات محسنة.

إلا أن هذا التوجه، رغم فوائده التقنية، لم يكن محل ترحيب لدى الجميع. فقد عبّر كثير من المستخدمين عن استيائهم من زر "الذكاء الاصطناعي" الجديد داخل واتساب، معتبرين إياه ميزة مزعجة وغير مرحب بها، خصوصاً إذا كان وجودها يعني إمكانية الوصول إلى الرسائل الخاصة وتحليلها.

تصريحات مثيرة للقلق: هل تقرأ ميتا الرسائل الخاصة فعلاً؟

أحد أكثر التصريحات إثارة للقلق جاء من أحد المستخدمين الذي علق على أداء الذكاء الاصطناعي داخل التطبيق قائلاً: "الميزة تعتمد على قراءة الرسائل لفهم السياق، وبالتالي من الواضح أن ميتا لديها إمكانية الاطلاع على محتوى المحادثات... هذا ليس أمراً يمكن تجاهله". وأضاف: "من غير المنطقي القول بأن الذكاء الاصطناعي يعمل دون الاطلاع على الرسائل، خصوصاً في المحادثات الجماعية".

مثل هذه التصريحات ساهمت في إثارة الشكوك، رغم أن واتساب لطالما أكدت أن جميع المحادثات مشفرة من طرف إلى طرف، مما يعني أن لا أحد – حتى واتساب نفسها – يستطيع قراءتها. ومع ذلك، يرى البعض أن تقديم مزايا ذكاء اصطناعي متقدمة قد يتطلب نوعًا من الوصول إلى البيانات، وهو ما يثير التساؤلات حول التوازن بين التطور التقني وحماية خصوصية المستخدم.

استخدام بيانات المستخدم لتدريب الذكاء الاصطناعي: جدل لا ينتهي

وفقاً لتقارير تقنية، فإن شركة ميتا قد تستعين ببعض بيانات المستخدمين، أو على الأقل بالأجزاء غير المشفرة منها، في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وتؤكد ميتا من جهتها أنها تحترم خصوصية المستخدمين، ولا تستخدم البيانات الشخصية في التدريب دون موافقة صريحة.

لكن الشكوك ما زالت قائمة، خاصة مع وجود سوابق لشركات تقنية كبرى في استغلال البيانات بشكل يتجاوز المتوقع. وفي هذا السياق، صرح "أدريانوس وارمنهوفن"، خبير الأمن السيبراني لدى "NordVPN"، قائلاً: "إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات التراسل مثل واتساب قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أهمها المساس بخصوصية المستخدمين، حتى لو لم يكن ذلك عن قصد مباشر".

هل نحن أمام تغيير جوهري في تجربة واتساب؟

من الواضح أن تطبيق واتساب يشهد مرحلة تحول كبيرة، مع محاولات مستمرة لإدماج أدوات حديثة ومواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الهدف المعلن هو تحسين تجربة المستخدم وتقديم ردود أسرع وأكثر دقة، إلا أن ذلك قد يأتي بثمن قد لا يكون الجميع مستعدًا لدفعه، وهو المساس بخصوصية المحتوى الشخصي.

حتى الآن، لا توجد أدلة رسمية قاطعة على أن ميتا تقرأ الرسائل أو تستخدمها فعلياً دون موافقة المستخدم، ولكن المخاوف في محلها، خاصة في ظل عدم وجود شفافية كاملة حول آلية عمل هذه الأدوات الجديدة ومدى تداخلها مع البيانات الحساسة.

 الخلاصة: الميزة الجديدة تفتح الباب للنقاش لا الإدانة

من السابق لأوانه الحكم النهائي على ميزة قراءة الرسائل دون علم المرسل، خاصة أن واتساب لم يصدر أي إعلان رسمي بشأن تفعيل هذه الخاصية. ومع ذلك، فإن مجرد الحديث عنها يكشف حجم القلق الشعبي والتقني من توسع أدوات الذكاء الاصطناعي داخل التطبيقات التي تعتمد على الخصوصية كعنصر جوهري في بنيتها.

وفي انتظار توضيحات رسمية من ميتا، يبقى على المستخدمين توخي الحذر، ومراجعة إعدادات الخصوصية باستمرار، وفهم الآثار المترتبة على استخدام تطبيقات التراسل التي تدمج تقنيات جديدة دون شرح واضح لحدودها.

الكاتب

mr.sami
سامى الصغير: أعمل فى مجال التدوين منذ 2015 أعمل كمدون فى بعض المواقع الخاصة وقمت بأنشاء مدونة مستر سامي لتقديم بعض المواضيع التى سوف تفيدك بأذن اللة

إرسال تعليق

هذا الإجراء غير مسموح لحماية المحتوى.